“سلوان للطب النفسي” يطلق حملة توعوية لتغيير نظرة المجتمع السلبية

“سلوان للطب النفسي” يطلق حملة توعوية لتغيير نظرة المجتمع السلبية

أطلق مركز سلوان للطب النفسي حملة توعوية تحت شعار “ترى عادي”، بهدف تغيير النظرة السلبية والوصمة التي تلاحق المرض النفسي، فيما أطلق مسابقة تستنهض الوعي النفسي والإبداع الحسي.

وقال مدير المركز د. عبداللطيف حمادة: “إن لدى المجتمعات العربية والخليجية نظرة سلبية إلى الأمراض النفسية والطب النفسي.. تعتبر الأمراض النفسية وصمة اجتماعية لذلك لا يستطيع المريض النفسي في هذه الدول أن يصرح بمرضه النفسي لأهله أو عمله أو أي جهة في المجتمع خوفا من الوصمة الاجتماعية التي تتضمن نظرة المجتمع الدونية لهذا الشخص والتي قد تنطوي على مشكلات اجتماعية وعائلية مثل الطلاق أو الانفصال أو الزواج الثاني أو الشجار الدائم أو ترك العمل أو الطرد من العمل أو العزلة الاجتماعية”.

وأضاف “أن كل ذلك يجعل المريض النفسي يعاني معاناة كبيرة ليس بسبب المرض النفسي بحد ذاته وإنما بسبب عدم قدرته على تحدي الوصمة الاجتماعية والذهاب إلى الطبيب النفسي بغرض العلاج”.

وزاد حمادة: “المرضى النفسيون في تلك البلدان أو أولئك الذين يعانون من مشكلات حياتية مثل المشاكل الوظيفية والزواجية والعائلية والدراسية يفكرون كثيرا قبل دخول عيادة الطبيب النفسي”.

وتابع “هناك من يعارض استشارة الطبيب النفسي أصلا، وهنالك من يتنكر باسم أو بشكل مستعار؛ وهناك من يختار أوقات خاصة لا تناسبه أصلا، وهناك من يطلب الاستشارة عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني حتى لا يعرفه أحد بما في ذلك الطبيب الذي يتحدث معه”.

وعن فكرة الحملة التوعوية للمركز يقول حمادة: “جاءت فكرة تبني مركز سلوان للطب النفسي لهذه الحملة لتخفيف الوصمة الاجتماعية للمرض النفسي والطب النفسي، خاصة بعد ما لحق بهما من ضرر كبير وأذى من قبل المتطفلين على الطب النفسي ممن يعملون في اختصاصات بعيدة عن الطب النفسي ويدعون المرضى لمراجعتهم والابتعاد عن الطب النفسي”.

وواصل “حان الوقت لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الطب النفسي والطبيب والمريض النفسي خدمة لأجيالنا المستقبلية وحفاظا على حيوية وصحة شعوبنا وإعطائها الفرصة للمشاركة في التنمية والتطور لمجتمعاتها بعيد عن الخوف من “الوصمة الاجتماعية”.

وتهدف الحملة إلى تغيير الصورة النمطية للمرض النفسي، ومساعدة الناس على طلب العلاج النفسي دون خوف أو تردد، وتخفيف “الوصمة” عن المرض النفسي واعتباره مرض عادي مثله مثل المرض العضوي، ورفع وعي الناس حول الأمراض النفسية وأن المرض النفسي ليس عيبا، ودعم المؤسسات الحكومية والخاصة وتشجيع موظفيها على زيارة الطبيب النفسي – إذا دعت الحاجة.

مسابقة تستنهض الوعي النفسي والإبداع الحسي

جاءت فكرة إطلاق مسابقة خاصة بالحملة لضمان تحقيق أهدافها برفع الوعي الصحي لدى المجتمع وتغيير الصورة النمطية للمرض النفسي وتخفيف معاناة المرضى النفسيين من ” الوصمة”، حيث انطلقت مسابقة مركز سلوان للطب النفسي “ترى عادي” ، في 7 إبريل احتفاءا بيوم الصحة العالمي والتي تستمر حتى 17 يونيو.

وستكون المشاركة لجميع الأعمار ومن الجنسين من خلال التعبير عن مواضيع معينة بقصيدة أو قصة قصيرة أو فيديو أو تصوير فوتوغرافي أو رسم. على أن تعكس المشاركات أحد هذه الأفكار، أن المرض النفسي ليس عيبا، أو أهمية مراجعة الطبيب، أو كيفية الارتقاء بتطور الطب النفسي، أو المرض النفسي كالمرض العضوي، وأهمية دعم وتشجيع المؤسسات الحكومية والخاصة لموظفيها لمراجعة الطبيب النفسي عند الحاجة.

وستكون الجائزة الأولى: 500 دينار، والجائزة الثانية 300 دينار، والجائزة الثالثة 200 دينار، إضافة إلى جوائز أخرى لـ10 أعمال متميزة، وسيقام حفل الإعلان عن الفائزين برعاية رئيس المجلس الأعلى للصحة في أحد المجمعات التجارية لاحقا.

حقيقة

يفتقر عدد كبير من البشر إلى إمكانية الحصول على الخدمات الصحية الأساسية. وينفق ما يقارب من 12 % من سكان العالم 10% على الأقل من ميزانيات أسرهم على المصروفات الصحية الخاصة بهم أو بطفلهم المريض أو بأحد أفراد الأسرة الآخرين ويتحملون ما يسمى “النفقات الكارثية” وذلك فقط للخدمات الأساسية، فكيف بالعلاج النفسي لشعوب عانت من الحروب والدمار والتهجير والألم وتفشي الأمراض النفسية بينها دون بارقة أمل لمستقبل أفضل لبلدانهم.

وما بين مطرقة الاكتئاب وسندان اضطراب ما بعد الكرب، يقع المريض النفسي في مفترق طرق ما بين الحياة واللا حياة، بين الوصمة وبين العيش بكرامة دون تمييز بسبب مرضه.

Add Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Open chat